مدحت بركات في احتفال الوفد بـ”عيد الجهاد”:هذا العيد لا يخص حزب الوفد فقط، لكنه من الأعياد القومية لكل المصريين
شارك المهندس مدحت بركات رئيس حزب أبناء مصر، أمس السبت، في احتفالية حزب الوفد بـ”عيد الجهاد”، والتي نظمها الحزب برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، بمناسبة مرور 103 أعوام على المواجهة الأولى بين شعب مصر والمحتل البريطاني، ويتم الاحتفال بها سنويا يوم 13 من نوفمبر.
مدحت بركات: عيد الجهاد قصة كفاح شعبوقال المهندس مدحت بركات إن “عيد الجهاد هو قصة كفاح شعب من أجل الحرية والاستقلال، ففي 13 من نوفمبر عام 1918، كان أول احتكاك مباشر بين الشعب والاستعمار البريطاني، وكان النواة الأولى لقيام ثورة 1919، واعتراف بريطانيا بمصر دولة حرة ذات سيادة”.
وأضاف بركات: “هذا العيد لا يخص حزب الوفد فقط، لكنه من الأعياد القومية لكل المصريين، حيث كانت مصر تحتفل به منذ عام 1922 وحتى عام 1952، وترجع قصته إلى تاريخ ذهاب سعد زغلول وعلي شعرواي وعبد العزيز فهمي إلى المندوب السامي البريطاني، يطلبون منه السماح بالسفر إلى باريس لحضور مؤتمر فرساي (مؤتمر باريس للسلام)، لعرض قضية مصر وطلب استقلالها”.
واستكمل رئيس حزب أبناء مصر سرد قصة عيد الجهاد قائلا: “رفض المندوب السامي البريطاني طلب زعماء مصر متحججا بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم فقط، وهنا أعطى شعب مصر درسا في الوطنية والكرامة للعالم أجمع، حيث حرر المواطنون من شتى أنحاء مصر توكيلات لسعد زغلول ورفاقه، للتحدث باسم مصر أمام الجميع، وكانت تلك المقابلة هي النواة الاولى لثورة 1919، والتي سجل فيها الشعب المصري أروع البطولات، في ملحمة استمرت أربع سنوات، حتى نالت مصر استقلالها واعترفت بها بريطانيا دولة حرة ذات سيادة، بموجب تصريح في 28 فبراير 1922، ودستور 23 الشهير، وبرلمان تم انتخابه في 12 يناير 1924، وحكومة وفدية شكلها سعد زغلول في العام نفسه.
مدحت بركات: مصر تواجه حربا شرسةوعن الدروس الوطنية المستفادة في عيد الجهاد، قال المهندس مدحت بركات: “من 100 سنة انتفض أبطال ورجال من أجل مصر، وتحملوا الاعتقال والنفي في سبيل تحرير وطنهم، فها هو سعد زغلول وضع رأسه على كفه من أجل وطنه، فكان الجزاء هو الاعتقال والنفي إلى مالطة وسيشل، ورغم أن المحتل حاربه بكل سلاح، إلا إنه ظل مرفوع الرأس يردد دائما عبارة توارثناها حين قال (سأبقى مخلصا لواجبي الوطني)، وها هو علي شعراوي زميل سعد زغلول، الذي قال للمندوب السامي البريطاني (إننا نريد أن نكون أصدقاء للإنجليز صداقة الحر للحر.. وليس صداقة العبد للعبد)”.
وأكمل: “إن عيد الجهاد مناسبة وطنية نستلهم منها روح التضحية والفداء، التي تدفعنا إلى استكمال مسيرة البناء والتقدم التي تخوضها الدولة المصرية في خطى ثابتة، فمصر تواجه حربا شرسة من الداخل والخارج، تستدعي تلك الروح الوطنية”.
تكاتف القوى السياسية واجب وطني لدعم مصروأشار بركات إلى وجود قوى سياسية مختلفة في الاحتفال بعيد الجهاد وليس أعضاء حزب الوفد فقط، مفسرا الأمر بأن تلك المناسبة ليست عيدا وفديا، وإنما هي عيد قومي لكل المصريين، قائلا: “في أيام سعد زغلول كان المصريون كتلة واحدة، وكانت مصر كلها وفدية، بمعنى أنها لم تكن متفرقة ومفتتة إلى أحزاب وأطياف، بل كانت يد واحدة وراء رجل واحد، وبفعل فاعل مع مرور السنين، تفتت الوفد لعدة أحزاب أخرى، فتم تفتيت الوحدة السياسية، وظهرت النزاعات بين الأحزاب والطوائف، فكانت النتيجة إضعاف مصر على مدى عدة عقود ماضية”.
وطالب رئيس حزب أبناء مصر، بضرورة قيام حزب الوفد بجمع الأحزاب السياسية والأطياف في مجموعة واحدة، دون تفتت أو نزاعات ومصادمات، ليصبح الوطن يدا واحدة وقوة واحدة، مثلما كان في عهد الزعيم سعد زغلول، حيث يعتبر الوفد هو جذر الحياة السياسية المصرية.
واختتم المهندس مدحت بركات كلمته بتوجيه الشكر والاحترام للمستشار الدكتور بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد، على الاحتفال الذي أعاد ذكرى عيد الجهاد، وذكر الجميع بمعنى وقيمة الجهاد في سبيل الوطن، مؤكدا على ثقته في خبرة وحكمة وقيادة رئيس الوفد، والتي تؤهله لتجميع القوى السياسية من أجل أن تصبح يدا واحدة لدعم الدولة المصرية ونهضتها.