السبت 21 ديسمبر 2024 مـ 05:55 مـ 19 جمادى آخر 1446 هـ
حزب أبناء مصر
رئيس الحزب م. مدحت حسنين بركات
مدحت بركات رئيس حزب أبناء مصر : الجهات المعنية تعمل بشكل مستمر للتصدي لزيف الجماعة الإرهابية وزير الصحة يطلق مشروع الأرشفة المركزية للأشعة والتنفيذ في 70 مستشفى يناير المقبل التضامن: التدخل السريع المركزي ينقذ مسنا قضى نصف عمره بالشارع بلا مأوى «المالية» تعلن مواعيد صرف مرتبات يناير وفبراير ومارس 2025 وزير التعليم العالي يستقبل نظيره الماليزي لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين وزير المالية: إصلاح اقتصادي شامل لتحفيز الاستثمار ودعم النمو المستدام.. «صور» الصحة تعلن إضافة دواء مناعي جديد لعلاج مرضى ”سرطان الكبد” رئيس الوزراء يُصاب بدوار لدقائق أثناء المؤتمر الصحفي ثم يستكمل على الهواء وزير الصحة يستعرض أبرز مؤشرات تطور المنظومة الصحية بين عامي 2014 و2024 رئيس الوزراء يتابع مع وزير الاتصالات مستجدات العمل في عدد من الملفات رئيس الوزراء يلتقي عددا من مسئولي الشركات الإماراتية لمناقشة مشروعات استثمارية وزير الإسكان يعرض التجربة العمرانية المصرية على نظيره السوداني

«زورق الأمان»

وقفت نعيمه خلف شرفتها تنظر إلى الأراضي الخضراء التي تفوح برائحة العشب، لتتنسم الهواء العليل وتتأمل السماء الصافية، غارقه في ذكرياتها، فمنذ أن أجبرها أبوها على الزواج من ابن العمدة، وهي حزينه، فذلك الشاب المدلل الذي كان يحصل على كل ما يريد بسهولة، وكان يرى نفسه حلم كل فتاه فى القرية، وعندما اختار نعيمة لتكون زوجة له وطلب يدها من أبوها، شعرت بالخوف من مستقبل مجهول مع هذا المدلل، وقالت لأبيها: “لا أريد الزواج منه فإني لا أرى فيه الزوج المناسب” رفض والدها مجرد الحوار، وقال لها: “يابنتي أنا خلاص اديت للناس كلمه ولن نجد أحسن من ابن العمدة ليكون زوجا لكي”.اضطرت نعيمة أن توافق، وطاعة والدها، فمنذ أن توفت والدتها وهي دائما تريد إرضاء والدها الذي لم يتزوج خوفا عليها، ولكن كان لديها إحساس بأنها لن تكون سعيدة مع هذا الشاب، وقد كان ما توقعته فهذا الشاب ليس لديه أي تحمل مسئولية وكلما نشب بينهم خلاف ولو بسيط كان أسهل حل عنده الطلاق وها هي كانت الطلقه الثالثة والأخيرة التي بها انتهت الحياة الزوجية بينهم، ولكن المدلل لم يكتفي بذلك فقد ندم على فعلته وأخذ يبحث عن حل لارجاع نعيمه مره اخرى، فاذا به يقطع عليها تأملها وهي تستعيد ذكرياتها مناديا عليها:” نعيمة.. نعيمة! لقد وجدت الحل.التفت نعيمة إليه بنظرات تملأها السخرية وقالت له: عن أي حل تتكلم؟؟ قال لها: لقد وجدت محلل حتى يتزوجك مؤقتا ثم يطلقك لاتزوجك أنا مرة ثانية، فضحكت قائله: “ومن قال لك أني أريد ان ارجع لك؟؟” فنظر اليها نظرة انتقام وكعاداته قام بتهديدها ان لم توافق سيجبر والدها بطريقته للضغط عليها وسوف تنفذ ما يريد سواء وافقت ام رفضت، والا سوف تعرض والدها وماله للهلاك، فكرت نعيمه سريعا فكانت لديها ذكاء يفوق ذكائه باضعاف، فكانت تعرف انه المدلل الذي اذا اراد شيء لابد أن يأخذه حتى لو كلفه حياته.وافقت مقابل ان يكتب لوالدها تنازل عن أمواله التي أخذها منه، وبعد ذلك سألته ومن سيكون المحلل؟؟ قال لها: انه عبد الصبور فهو عامل بسيط جاء هنا للقريه منذ عامين ليعمل بالأجره فى أرضي، وقد عرضت عليه الفكره فوافق مقابل اعطاءه جزء من المال، وبالفعل حضر عبد الصبور وكتب كتابه على نعيمة، وذهب بها إلى بيته البسيط جدا كان عبد الصبور شاب بسيط لا يملك مال ولا جاه ولكنه كان يتميز بالرجولة وإخلاصه للعمل، وعندما دخلت نعيمه الي منزله قال لها :تفضلي انتي اليوم ضيفه فى منزلي المتواضع وسوف أخرج واترك البيت لكي.نعيمه كانت لديها نظره ثاقبه وذكاء انعم الله به عليها فشعرت بانه انسان مخلص ولديه من صفات الرجوله والاخلاص ما يميزه عن غيره، فنادته …عبد الصبور..”لقد بعثك الله لي لتنقذني من براثن هذا الانسان الذي فرض علي منذ سنوات، والان انت زوجي امام الله والناس وارجو منك ان تقف بجانبي، وانا اعرف انك ليس لديك عمل الا عنده، ولكني اريد ان اخرج من هذه القريه معك، ولدي مبلغ بسيط من المال ورثته من امي يمكن ان تتاجر به.فكر عبد الصبور وكانت نعيمه لديها قدره سحريه عل الاقناع وبالفعل وافق عبد الصبور وخرج هو ونعيمه في الفجر من القريه، وذهبوا الي مكان جديد، وبدأ عبد الصبور العمل بالتجارة، ومرت السنوات ونجح نجاح لم تتوقعه نعيمه، فقد أصبح من كبار التجار، وكان دائما لها الزوج الحنون الذي يرعاها ويتق الله فى معاملته لها، واصبح الحب والاحترام يزداد بينهما كل يوم، وكانت نعيمه تشكر الله دائما على الهدية التي أهداها الله لها، وكانت تنظر لزوجها بكل فخر وتقدير وترى انه الزوج والحبيب، الذي استطاع أن يعبر بزورقها في وسط الأمواج المتلاطمة لشاطيء الأمان.