المناخ البارد.. أسلحة مواجهة المواقع الإباحية على الإنترنت
يعشق الكثيرون فن السينما، هناك من يهوى السينما الروائية وهناك من يفضل مشاهدة الأفلام التسجيلية، وساعد التطور التكنولوجى على مشاهدة مختلف الأفلام سواء كانت روائية أو تسجيلية أو وثائقية عن طريق الإنترنت، لكن ذلك لا يحمل فى كل طياته أمورا إيجابية، بل يمكن أن نقول بأن هذه الميزة وهذا التطور تحول إلى كارثة اجتماعية وأخلاقية بالغة الخطورة.شهدت الشبكة العنكبوتية انتشارا ملحوظا للعديد من المواقع التى من الممكن أن توصف بأنها «رخيصة»، تلك التى تتعمد أن تعرض أفلاما إباحية لا تمس للأخلاق والدين بأى صلة، والأزمة أن مثل هذه المواقع متاحة على شبكة الإنترنت ومن الممكن الدخول عليها بسهولة، والكارثة أنها تمكنت من الاستحواذ على عقول أبناء هذه المرحلة، فهم من يلهثون وراءها ويحرصون على تصفحها، ويعد أكبر دليل على أن مثل هذه المواقع وهذا النوع من الأفلام تحول إلى أزمة حقيقية تمس الأخلاق والدين، اهتمام «إندبندنت» البريطانية بإجراء بحث شامل عن كل زوايا الأزمة من خلال التواصل مع متخصصين من أساتذة علم النفس وهم الدكتور أندرو سمايلر، والدكتورة أنجيلا جريجورى، على الرغم من أنها صحيفة لا تنتمى لبلد شرقى أو إسلامى.لوحظ أن الشباب هم أكثر فئة تتابع مثل هذه المواقع وهذا النوع من الأفلام، تلك الظاهرة التى تثير مخاوف اجتماعية تمس مستقبلهم، وهذا المحتوى الإباحى الذى يطلعون عليه يترك تأثيرا سلبيا شديدا عليهم من الناحية الاجتماعية والصحية أيضا.وأثبتت إحدى الدراسات التى أجريت سنة 2014 أن ثلثَ الرجالِ يشاهدونَ الأفلامَ الإباحيةَ كلَ يوم، وطِبقًا لهذا، فإن مشاهدة الأفلام الإباحية قد ازدادَت فى السنوات القليلةِ المُنصرمة بِصورةٍ كبيرة بسببِ اختراع الهواتفِ الذكيّة ووصلاتِ المعلومات فائقةُ السرعة مثل الواى-فاى وعلى الأغلب فإن عدد المستخدمين هو أعلى حاليًا.اتضح من الدراسات التى أجريت، والتى سبق الإشارة إليها أن المسألة تفوق مجرد الإعجاب بهذا النوع من الأفلام، أو لأنها مثلا تشبع رغبة ما لدى الشباب فلذلك يحرصون على مشاهدتها، فلقد تطورت الأزمة إلى درجة الإدمان فبات من الصعب التخلى عن يوم واحد دون مشاهدتها، والسؤال الذي يتم طرحه إذا: طالما أن التطور التكنولوجى جعل وصول مثل هذا النوع من الأفلام سهلا لبعض الفئات من مستخدمى الشبكة العنكبوتية، فما هو الحل لمواجهة هذه الآفة؟.تضمنت الآراء التى اقترحت لإيجاد الحل من أجل مواجهة هذه الآفة، محاولة الابتعاد عن كل أشكال التكنولوجيا سواء أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، واللجوء إلى العزلة لتسعين يوما فى أى مكان لا يعترف بالتكنولوجيا الحديثة وُصف بـ«المناخ البارد»، مع الإشارة إلى أن ذلك يتم من خلال التفكير فى الآثار السلبية التى من الممكن أن تعود على الإنسان بدنيا ونفسيا واجتماعيا من خلال إدمان مثل هذه الأفلام وهذه المواقع، لكن كان هناك رؤية أخرى، يمكن أن نصفها بأنها تحمل بعض الانتقاد لمثل هذه الوسيلة.نُظر إلى اقتراح العزلة والبحث عما يسمى بـ«المناخ البارد» على أنه ليس بحل عملى على الإطلاق، فمن الصعب أن تقنع جيلا تربى على التكنولوجيا التقنية واعتبر الكمبيوتر وعالم الهواتف الذكية جزءا رئيسيا من حياته أن تطلب منه أن ينعزل عن العالم وأن يعلن رفضه لعالم التكنولوجيا والإنترنت، فواقع الحال أن النتيجة ستكون عكسية، تتمثل فى زيادة الرغبة لمشاهدة مثل هذه الأفلام، وإنما الأفضل هو التفكير فى طرح بعض الأسئلة قد يكون البحث عن إجابة لها يساعد على الوصول لحل يساعد على مواجهة آفة الأفلام الإباحية.