د. مجدي الشيمي يكتب: التعليم الفني ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة

يشهد التعليم الفني في مصر تحولا كبيرا، حيث أصبح يمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم الفني ودوره في دفع عجلة التنمية في مصر، مع التركيز على التحديات والفرص التي يواجهها هذا القطاع الحيوي، حيث بلغ عدد مدارس التعليم الفني 3386 مدرسة خلال العام الدراسي 2023/2024، ويضم التعليم العالي 8 كليات تكنولوجية بها 45 معهد فني موزعة بين( معاهد فنية تجارية ومعاهد صناعية ومعاهد سياحة وفنادق ومعاهد نوعية متخصصة).

أهمية التعليم الفني في مصر:

• توفير الكوادر المؤهلة لسوق العمل: يوفر التعليم الفني للخريجين المهارات العملية التي تتطلبها مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، مما يساهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وتقليل الاعتماد علي العمالة الإجنبية.

• تقليل البطالة: يساهم التعليم الفني في تقليل معدلات البطالة من خلال توفير فرص عمل للخريجين في مختلف القطاعات مما يؤدي إلي تحسين المستوي المعيشي للمواطنين.

• تعزيز الإنتاجية: يساهم التعليم الفني في رفع كفاءة العاملين وزيادة إنتاجيتهم، مما يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصري.

• تطوير الصناعات المحلية: يعمل التعليم الفني علي تطوير المهارات التقنية لدي الخريجين مما يمكنهم من المساهمة في تطوير الصناعت المحلية وتحسين جودة المنتجات المصرية وبالتالي زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية.

• تشجيع الابتكار والإبداع: يشجع التعليم الفني على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، مما يعزز روح الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب، وبالتالي زيادة الكفاءة والإنتاجية.

• تحقيق التنمية المستدامة: يساهم التعليم الفني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير الكوادر المؤهلة للعمل في مجالات الطاقة المتجددة، وحماية البيئة، والزراعة المستدامة.

التحديات التي تواجه التعليم الفني في مصر:

• نقص التمويل: يعاني التعليم الفني في مصر من نقص التمويل، مما يؤثر على جودة التعليم والبنية التحتية للمعاهد الفنية.

• النظرة للتعليم الفني: لا يزال هناك اعتقاد خاطئ بأن التعليم الأكاديمي هو الخيار الأفضل، مما يؤدي إلى عزوف الطلاب عن الالتحاق بالمعاهد الفنية.

• عدم تطابق المناهج مع احتياجات سوق العمل: في بعض الحالات، لا تتناسب المناهج الدراسية في المعاهد الفنية مع متطلبات سوق العمل الفعلية.

• عدم وجود كوادر مؤهلة مهنيا: يعاني التعليم الفني من عدم وجود كوادر مهنية لتدريس المناهج الدراسية بالشكل المطلوب

دور التعليم الفني في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مصر يجب التركيز علي النثاط التالية:

• توفير التمويل اللازم: يجب توفير التمويل اللازم لتطوبر البنية التحتية للمؤسسات التعليمية الفنية وتوفير المعدات والمعامل والمختبرات اللازمة للتدريب.

• تطوير المناهج الدراسية: يحب القيام بإعداد مشروع موحد لتطوير المناهج الدراسية من خلال وزاتي التربية والتعليم، والتعليم العالي لتشمل كلاً من المدارس الفنية، والمعاهد الفنية لضمان توافقها مع متطلبات سوق العمل.

• توفير التدريب العملي: يجب توفير فرص التدريب العملي للطلاب في بيئة العمل الحقيقية لكي يتمكنوا من اكتساب الخبرات العملية اللازمة لسوق العمل

• تشجيع البحث العلمي: يجب تشجيع البحث العلمي في مجال التعليم الفني ومنح العاملين لاستكمال الدراسات العليا والحصول علي المؤهلات اللازمة لتطوير حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه القطاعات الانتاحية المختلفة

• القيام إعداد تشريع قانوني موحد: يجب العمل علي تنقيح التشريعات الخاصة بالتعليم الفني لإعداد مشروع قانون موحد للتعليم الفني في جميع مراحلة المختلفة والالتزام بنصوصه في جميع المراحل

• تشجيع الشراكات: تشجيع الحكومة المصرية على بناء شراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية لتطوير التعليم الفني.

• تغيير النظرة المجتمعية: العمل علي على تغيير النظرة المجتمعية للتعليم الفني وتسليط الضوء على أهميته في تحقيق التنمية المستدامة.

• إعداد تشريع مالي موحد: العمل علي توحيد الأجور للعاملين بقطاع التعليم الفني وتحقيق العدالة والمساواة بالنسبة للأجور والحوافز داخل قطاع التعليم الفني والقضاء علي التشوهات في بنود الاجزر والحوافز.

دور التعليم الفني في تحقيق رؤية مصر 2030:

• تنويع القاعدة الاقتصادية: يساهم التعليم الفني في تنويع القاعدة الاقتصادية المصرية من خلال تأهيل الكوادر اللازمة للعمل في القطاعات الصناعية والخدمية.

• زيادة الصادرات: يساهم التعليم الفني في زيادة الصادرات المصرية من خلال تحسين جودة المنتجات وزيادة القدرة التنافسية للشركات المصرية.

• خلق فرص عمل: يساهم التعليم الفني في خلق فرص عمل للشباب المصري وتقليل معدلات البطالة.

وختاما يمكن القول: بأن التعليم الفني هو أحد أهم الأدوات لتحقيق التنمية المستدامة في مصر. من خلال الاستثمار في التعليم الفني وتطويره، يمكن لمصر أن تبني اقتصادا قويا ومستداماً، وتحسين مستوى معيشة مواطنيها.